الأصلُ الخامسُ : المعادُ
يُعْتَبَرُ الاعتقادُ بالمعادِ ركناً أساسيّاً في منهاجِ كلِّ شريعة سماويّة، فهو المائزُ بينَ شريعةِ السماءِ وبينَ المسالكِ الماديّةِ البشريّةِ، وَهوَ يصونُ الخليقةَ عَنْ العبثِ، وَيُنَجِّزَ الوعدَ في المطيعينَ ، وَيُحقّقُ الوعيدَ في العاصينَ، لذا اقْتَضَتْ العَدالةُ الإلهيّةُ وجوبَ المعادِ .
تعريفُ المعادِ لغةً واصطلاحاً
المعادُ لغةً: هو مصدرُ «عادَ يعودُ عوداً ومعاداً» أي رجع يرجع رجوعاً على زنة (مَفْعَل) ، قُلبت واوه ألفاً، وقدْ جاءَ على أصلِهِ في حديثِ الإمامِ علىّ(عليه السلام) : «وَالْحَكَمُ اللَّهُ، وَالْمَعْوَدُ إِلَيْهِ يَوْمُ الْقِيَامَةِ» .
المعادُ إصطلاحاً: هو بعثُ الناسِ يومَ القيامةِ روحاً و جسداً، و إعادتهم بعدَ الموت; لمحاسبتهم على أفعالهم; لإثابة المطيعين، و مجازات العاصين، وقد نصّ عليه القرانُ الكريمُ في قوله تعالى: (اللّهُ يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِـيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).
الاعتقادُ الإجماليّ بالمعادِ واجب
ويجبُ على كلّ مسلم أنْ يعتقدَ بالمعادِ ولو إجمالاً ، وبالحساب وترتّب الثواب والعقاب ، ولا يجب المعرفة التفصيليّة في كيفيّة المعاد بأنّ الأبدان هل تعود بذواتها أو بما يشابهها لكن على صورتها ؟، وأنّ الأرواح هل تعدم أو تبقى مستمرّة حتى تتّصل بالأبدان عند المعاد ؟، وأنّ المعاد هل يختصّ بالإنسان أو يشمل الحيوان ؟ ، وأنّ المعاد دفعىّ أو تدريجىّ ؟، وغيرُ ذلك ممّا لا يجبُ العلمُ أو الاعتقاد به تفصيلاً .
ثمّ إنّ العقلَ لا يستقلّ بإثباتِ المعاد الجسمانىّ، كاستقلاله بإثبات الربوبيّة والوحدانيّة، بل إنّما ثَبَتَ على وجه يقطعُ العقلُ بوقوعه بمعونة الأدّلة السمعيّة .
أقوالُ أصحابِ المللِ والنحلِ في المعادِ:
الأوّلُ: ثبوتُ المعادِ الجسمانىّ فقط
وهو قولُ أكثرِ المتكلّمينَ النافينَ للنفسِ الناطقةِ الإنسانيّةِ المجرّدةِ ، والقائلينَ بأنّ النفسَ جسمٌ قائمٌ بهيكل الإنسان ومكوَّنٌ منه، فليس النفس مجرّدةً عن الجسمِ البشريّ .
الثاني: ثبوتُ المعاد الروحانىّ فقط
ومفاده أنّ المعاد للنفس الناطقة دون الجسم، بناءاً على زعم استحالة المعدوم أو على استحالة عدم تناهي الأبعاد، فإنّ منهم من قال : الإنسان قديم بالنوع والنفوس الناطقة غير متناهية كالأبدان ، فلو قيل بالحشر الجسماني يلزم اجتماع الأبدان غير المتناهية في الوجود; إذْ لا بدّ لكلّ نفس من بدن مستقلّ، فيلزم بعد غير متناه لتجتمع فيه تلك الأبدان غير المتناهية .
وقال بعضهم : إنّ أفراد الإنسان غير متناهية والعناصر متناهية، فأجزاؤها لا تفي بتلك الأبدان فكيف تحشر ؟ .
وهذا مذهب الجمهور من الفلاسفة الإلهيّين.
وقال الشيخ نصير الدين الطوسيّ(ت672 هـ ): «وأمّا الإنجيل، فالأظهر أنّ المذكور فيه المعاد الروحاني» .
وقال الفخر الرازىّ(ت606 هـ ): «النصارى أنكروا المعاد الجسمانىّ» .
وقد نُسب إلى الشيخ ابن سينا(ت428 هـ ) أنّه قال في آخر الشفاء: «ليس لنا دليل عقلىّ على وجوب حشر الأجساد، كما لا دليل على امتناعه، لكن لمّا أخبر به الصادقُ المصدّقُ نُصدّقه فيما أخبر به، ولهذا يلزمُ حبسُ اللّسانِ عن الطعنِ فيه» .
قال الشوكانىّ ( ت 1255 هـ ): «فأثبت النصارى المعاد الروحاني» .
الثالث: ثبوتُ المعادِ الروحانىّ والجسمانىّ معاً
قال الشيخ صدر الدين الشيرازي(ت1050 هـ ): «وذهب كثير من أكابرِ الحكماءِ ومشايخِ العرفاءِ وجماعةٌ من المتكلّمين، كحجّة الإسلام الغزالىّ، والكعبىّ، والحليمىّ، والرّاغب الأصفهانىّ، والقاضي أبي يزيد الدبوسىّ، وكثيرٌ من علماء الإماميّة، وأشياخُنا الإثنا عشريّة، كالشيخين المفيد، وأبي جعفر الطوسيّ، والسيّد المرتضى، والعلاّمة الطوسىّ، وغيرهم (رضوان الله عليهم أجمعين )إلى القول بالمعادين الجسمانىّ والروحانىّ جميعاً، ذهاباً إلى أنّ النفس مجرّدة تعود إلى البدن» .
وقال المحقّق الطوسىّ (ت597 هـ ) في تلخيصه: «أمّا الأنبياء المتقدّمون على نبيّنا(صلى الله عليه وآله)، فالظاهر من كلام أممهم أنّ موسى(عليه السلام) لم يذكر المعاد البدنىّ، ولا أنزل عليه في التوراة، لكن جاء ذلك في كتب الأنبياء الذين جاؤوا بعده، كحزقيل، وشعيا(عليهما السلام) ولذا أقرّ اليهود به» .
والرابعُ: نفي المعادِ الروحانىّ والجسمانىّ معاً
وهذا قولُ القدماءِ من الفلاسفةِ الطبيعيّين والملاحدةِ والدهريّةِ،زعماً منهم استحالة حشر النفوس والأجساد، وامتناع أن يتحقّق في شيء منهما المعاد . فالإنسان ليس إلاّ هذا الهيكل المحسوس، حامل الكيفيّة المزاجيّة، وما يتبعها من القوى والأعراض، وأنّ جميعها يُفنى بالموت، وينعدم بزوال الحياة .
والخامس : التوقّفُ في هذه الأقسام
وهو المنقولُ عن جالينوس، فإنّه نُسب إليه أنّه قال: «لم يتبيّن لي أنّ النفس هل هي المزاج فينعدم عند الموت فيستحيل إعادتها، أو هي جوهر باق بعد فساد البُنية، فيمكن المعاد حينئذ ؟ ! .
أدّلّة إثباتِ المعادِ الجسمانىّ
اتّفقت كلمةُ جميعِ الأديانِ السماويّة والمذاهبِ الإسلاميّةِ على ثبوتِ المعادِ الروحانيّ، إلاّ أنّ الاختلافَ وقع فى ثبوتِ المعادِ الجسمانيّ .
والحقّ أنّ المعادَ جسمانىّ أيضاً، وإليكَ الأدّلةَ التاليةَ:
أوّلاً: الأدّلةُ العقليّةُ
1. إمكان حشر الأجسام، ويبتني هذا الدليل على مقدّمتين هما:
أ . أنّ اللّه تعالى قادرٌ على كلّ مقدور.
ب . أنّ اللّه تعالى عالمٌ بكلّ معلوم .
أمّا افتقار إثبات المعاد الجسمانىّ إلى قدرة الله على كلّ شيء، فظاهر، وأمّا افتقاره إلى العلم، فلأنّ الأبدان إذا تفرّقت وأراد الله تعالى جمعها وجب أن يردّ كلّ جزء إلى صاحبه، وإنّما يتمّ ذلك بعلمه تعالى بالأجزاء.
2. وجود التكليف يستلزم البعث ; إذْ لو لمْ يكنْ المعاد حقّاً لَقبحَ التكليفُ، والتالي باطل فالمقدّم مثله
ثانياً: دليلُ الإجماع
أجمع المسلمون على ثبوت المعاد الجسمانىّ والروحانىّ .
قال العلاّمة الحلّىّ(ت726 هـ ): «اتّفق المسلمون كافّةً على وجود المعاد البدنىّ» .
وفي معرض استدلاله على المعاد الجسمانىّ قال: «والدليل على ذلك من وجوه: الأوّل: إجماع المسلمين على ذلك من غير نكير بينهم فيه، وإجماعهم حجة» .
ثالثاً: الأدّلة النقليّة
أكّدت الأدّلة النقليّة كتاباً وسنّةً على ثبوتِ المعاد الجسمانىّ، وسنذكر طائفةً من الآيات والروايات الوارة في ذلك:
المعادُ في القرآنِ الكريمِ
اهتمّ القرآن الكريم اهتماماً بالغاً بترسيخ مفهوم المعاد حيث سلّط عليه الضوء في آيات كثيرة، وقد احصيت زهاء ألف وأربعمائة آية تتحدّث عن المعاد ، بل نُقل عن العلاّمة السيّد الطباطبائيّ(قدس سره)(ت1402 هـ ) بأنّ ايات المعادِ في القرآنِ تربو على الألفين آية .
ولنذكر جملةً من الآيات القرآنيّة الواردة في المعادِ:
1. قوله تعالى: (فَقُلنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِك َ يُحْىِ اللّهُ المَوْتى وَيُرِيكُمْ آياتِهِ لَعَلَّـكُمْ تَعْقِلُونَ) .
2. قوله تعالى: (أَوْ كَالَّذِى مَرَّ عَلى قَرْيَة وَهِىَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنّى يُحْيِى هـذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللّهُ مِئَةَ عام ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْم قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عام فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلى حِمارِك َ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ وَانْظُرْ إِلى العِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَـكْسُوها لَحْماً فَلَمّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَىء قَدِيرٌ) .
3. قوله تعالى: (وَ إِذ قالَ إِبْراهيمُ رَبِّ أَرِنِى كَيْفَ تُحْىِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلـكِنْ لِـيَطْمَئِنَّ قَلْبِى قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَل مِنْهُنَّ جُزْءَاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِـينَكَ سَعْيَاً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَـكِـيمٌ) .
4. قوله تعالى: (رَبَّنا إِنَّكَ جامِـعُ النّاسِ لِـيَوْم لا رَيْبَ فِـيهِ إِنَّ اللّهَ لا يُخْلِفُ المِـيعادَ) .
5 . قوله تعالى: (اللّهُ لا إِلـهَ إِلاّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّـكُمْ إِلى يَوْمِ القِـيامَةِ لا رَيْبَ فِـيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً) .
6 . قوله تعالى: (وَأَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمانِـهِمْ لا يَبْعَثُ اللّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً وَلـكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ) .
7 . قوله تعالى: (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِـينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلى وَرَبِّى لَتَأْتِـيَنَّـكُمْ) .
8 . قوله تعالى: (وَاللّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَباتاً * ثُمَّ يُعِـيدُكُمْ فِـيها وَيُخْرِجُكُمْ إِخْراجاً) .
9. قوله تعالى: (إِنِّى عُذتُ بِرَبِّى وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّر لا يُـؤْمِنُ بِيَوْمِ الحِسابِ) .
10. قوله تعالى: (إِنّا نَحْنُ نُحِْى المَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَـدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَىء أَحْصَيْناهُ فِى إِمام مُبِين) .
11. قوله تعالى: (وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِىَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْىِ العِظامَ وَهِىَ رَمِـيمٌ * قُلْ يُحْيِيها الَّذِى أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّة وَهُوَ بِكُلِّ خَلْق عَلِـيمٌ) .
12. قوله تعالى: (وَما لِـىَ لا أَعْبُدُ الَّذِى فَطَرَنِى وَ إِلَيْهِ تُـرْجَعُونَ) .
13. قوله تعالى: (فَسُـبْحانَ الَّـذِى بِيَـدِهِ مَلَـكُوتُ كُـلِّ شَىء وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) .
14. قوله تعالى: (هُوَ يُحْيِى وَيُمِـيتُ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) .
15. قوله تعالى: (وَأَ نَّهُ يُحْىِ المَوْتى وَأَ نَّهُ عَلى كُلِّ شَىء قَدِيرٌ) .
16. قوله تعالى: (يُخْرِجُ الحَىَّ مِنَ المَـيِّتِ وَيُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَىِّ وَيُحْىِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِـها وَكَذ لِكَ تُخْرَجُونَ) .
17. قوله تعالى: (فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللّهِ كَيْفَ يُحْىِ الأَرْضَ بَـعْدَ مَوْتِـها إِنَّ ذ لِكَ لَُمحْىِ المَوْتى) .
18. قوله تعالى: (اللّهُ يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِـيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) .
19. قوله تعالى: (وَهُوَ يُحْىِ المَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَىء قَدِيرٌ) .
20. قوله تعالى: (أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّ اللّهَ الَّذِى خَلَقَ السَّمـواتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْىَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِر عَلى أَنْ يُحْيِىَ المَوْتى بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَىء قَدِيرٌ) .
21. قوله تعالى: (أَلَيْسَ ذ لِك َ بِقادِر عَلى أَنْ يُحْيِـىَ المَوْتى) .
22. قوله تعالى: (أَفَحَسِـبْتُمْ أَنَّما خَلَـقْناكُمْ عَـبَثاً وَأَنـَّكُمْ إِلَيْنا لا تُـرْجَعُونَ) .
23. قوله تعالى: (وَهُوَ اللّهُ لا إِلـهَ إِلاّ هُـوَ لَـهُ الْحَمْدُ فِى الأُولى وَ الآخِرَةِ وَلَهُ الحُكْمُ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) .
24. قوله تعالى: (لا إِلـهَ إِلاّ هُوَ كُلُّ شَىء هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ لَهُ الحُكْمُ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) .
25. قوله تعالى: (كُلُّ نَفْس ذائِقَةُ المَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ) .
26. قوله تعالى: (قُلْ يَتَوَفّاكُمْ مَلَكُ المَوْتِ الَّذِى وُكِّلَ بِكُمْ ثُـمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) .
27. قوله تعالى: (قُلْ لِلّهِ الشَّفاعَةُ جَمِـيعاً لَهُ مُلْكُ السَّمـواتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) .
28.قوله تعالى: (وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّة وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) .
29. قوله تعالى: (وَتَبارَكَ الَّذِى لَهُ مُلْكُ السَّمـواتِ وَالأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَعِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) .
30. قوله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) .
المعادُ في الأحاديثِ الشريفةِ
1. رَوَى العَلاّمةُ المَجْلِسيّ عَن النَّبِيِّ(صلى الله عليه وآله) أنَّهُ قَالَ: مَا خُلِقْتُمْ لِلْفَنَاءِ بَلْ خُلِقْتُمْ لِلْبَقَاءِ، وَ إِنَّمَا تُنْقَلُونَ مِنْ دَار إِلَى دَار» .
2. رَوَى العَلاّمةُ المَجْلِسيّ عَن النَّبِيِّ(صلى الله عليه وآله) أنَّهُ قَالَ: «يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، إِنَّ الرَّائِدَ لاَ يَكْذِبُ أَهْلَهُ، وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَتَمُوتُنَّ كَمَا تَنَامُونَ، وَ لَتُبْعَثُنَّ كَمَا تَسْتَيْقِظُونَ، وَ مَا بَعْدَ الْمَوْتِ دَارٌ إِلاَّ جَنَّةٌ أَوْ نَارٌ، وَ خَلْقُ جَمِيعِ الْخَلْقِ وَ بَعْثُهُمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَخَلْقِ نَفْس وَاحِدَة وَ بَعْثِهَا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (ما خَلْقُكُمْ وَ لا بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْس واحِدَة)» .
3. عَنْ الْخَلِيلِ بْنِ أَحْمَدَ السَّنْجَرِيّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُجْر، عَنْ شَرِيك، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ خِرَاش، عَنْ عَلِيّ(عليه السلام)قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(صلى الله عليه وآله): لاَ يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعَة: حَتَّى يَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ بَعَثَنِي بِالْحَقِّ، وَ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ» .
4. رَوَى العَلاّمةُ المَجْلِسيّ عَن أميرِ المؤمِنينَ(عليه السلام) أنَّهُ قَالَ: «وَ ذَلِكَ يَوْمٌ يَجْمَعُ اللَّهُ فِيهِ الاَْوَّلِينَ وَ الاْخِرِينَ لِنِقَاشِ الْحِسَابِ، وَ جَزَاءِ الاَْعْمَالِ، خُضُوعاً، قِيَاماً قَدْ أَلْجَمَهُمُ الْعَرَقُ، وَ رَجَفَتْ بِهِمُ الاَْرْضُ، فَأَحْسَنُهُمْ حَالاً مَنْ وَجَدَ لِقَدَمَيْهِ مَوْضِعاً، وَلِنَفْسِهِ مُتَّسَعاً» .
5. رَوَى الشيخُ الكلينيّ عَنْ عَلِيّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْر، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِم، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ(عليه السلام) يَقُولُ: «عَجَبٌ كُلُّ الْعَجَبِ لِمَنْ أَنْكَرَ الْمَوْتَ وَ هُوَ يَرَى مَنْ يَمُوتُ كُلَّ يَوْم وَ لَيْلَة، وَ الْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ لِمَنْ أَنْكَرَ النَّشْأَةَ الاُْخْرَى وَ هُوَ يَرَى النَّشْأَةَ الاُْولَى» .
6. رَوَى العَلاّمةُ المَجْلِسيّ عَنْ عَلِيّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِم، عَنِ الثُّمَالِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ(عليه السلام)، قَالَ: «عَجِبْتُ لِلْمُتَكَبِّرِ الْفَخُورِ كَانَ أَمْسِ نُطْفَةً، وَ هُوَ غَداً جِيفَةٌ، وَ الْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ لِمَنْ شَكَّ فِي اللَّهِ وَ هُوَ يَرَى الْخَلْقَ، وَ الْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ لِمَنْ أَنْكَرَ الْمَوْتَ وَ هُوَ يَرَى مَنْ يَمُوتُ كُلَّ يَوْم وَ لَيْلَة، وَ الْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ لِمَنْ أَنْكَرَ النَّشْأَةَ الاُْخْرَى وَ هُوَ يَرَى الاُْولَى، وَ الْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ لِعَامِرِ دَارِ الْفَنَاءِ وَ يَتْرُكُ دَارَ الْبَقَاءِ» .
7 . رَوَى العَلاّمةُ المَجْلِسيّ أنَّ الإمامَ الحسينَ(عليه السلام) يومَ عاشوراء صَاحَ بِهِمْ: «وَيْحَكُمْ يَا شِيعَةَ آلِ أَبِي سُفْيَانَ، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ دِينٌ وَ كُنْتُمْ لاَ تَخَافُونَ الْمَعَادَ، فَكُونُوا أَحْرَاراً فِي دُنْيَاكُمْ، وَ ارْجِعُوا إِلَى أَحْسَابِكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْرَاباً»، فَنَادَاهُ شِمْرٌ فَقَالَ: مَا تَقُولُ يَا ابْنَ فَاطِمَةَ، قَالَ: «أَقُولُ: أَنَا الَّذِي أُقَاتِلُكُمْ وَ تُقَاتِلُونِي وَ النِّسَاءُ لَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ، فَامْنَعُوا عُتُاتَكُمْ عَنِ التَّعَرُّضِ لِحَرَمِي مَا دُمْتُ حَيّاً» .
8 . عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنِ ابْنِ سِنَان، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(عليه السلام) قَالَ: «تَنَوَّقُوا فِي الاَْكْفَانِ; فَإِنَّكُمْ تُبْعَثُونَ بِهَا» .
9 . رُوِيَ عَنْ عَمَّار السَّابَاطِيِّ أَنَّهُ قَالَ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ(عليه السلام) عَنِ الْمَيِّتِ هَلْ يَبْلَى جَسَدُهُ ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ حَتَّى لاَ يَبْقَى لَحْمٌ وَ لاَ عَظْمٌ إِلاَّ طِينَتَهُ الَّتِي خُلِقَ مِنْهَا، فَإِنَّهَا لاَ تَبْلَى، تَبْقَى فِي الْقَبْرِ مُسْتَدِيرَةً حَتَّى يُخْلَقَ مِنْهَا كَمَا خُلِقَ أَوَّلَ مَرَّة» .
10. عَنْ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَلِيّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْر، عَنْ جَمِيل، عَنِ الصَّادِقِ، جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد(عليه السلام)، قَالَ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يَبْعَثَ الْخَلْقَ أَمْطَرَ السَّمَاءَ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً، فَاجْتَمَعَتِ الاَْوْصَالُ وَ نَبَتَتِ اللُّحُومُ» .
11. عَنْ الْخَلِيلِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَجَر، عَنْ شَرِيك، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ خِرَاش، عَنْ عَلِيّ(عليه السلام)، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(صلى الله عليه وآله): لاَ يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعَة: حَتَّى يَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، بَعَثَنِي بِالْحَقِّ، وَ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ» .
12. رَوَى العَلاّمةُ المَجْلِسيّ عَن النَّبِيِّ(صلى الله عليه وآله) أنَّهُ قَالَ: «يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، إِنَّ الرَّائِدَ لاَ يَكْذِبُ أَهْلَهُ، وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَتَمُوتُنَّ كَمَا تَنَامُونَ، وَ لَتُبْعَثُنَّ كَمَا تَسْتَيْقِظُونَ، وَ مَا بَعْدَ الْمَوْتِ دَارٌ إِلاَّ جَنَّةٌ أَوْ نَارٌ، وَ خَلْقُ جَمِيعِ الْخَلْقِ وَ بَعْثُهُمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَخَلْقِ نَفْس وَاحِدَة وَ بَعْثِهَا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (ما خَلْقُكُمْ وَ لا بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْس واحِدَة) .
13. وَفي تفسيرِ المحدّثِ القميّ: (وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِى كَيْفَ تُحْى الْمَوْتى قالَ أَ وَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِى قالَ فَخُذْ) الاْيَةَ.
حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْر، عَنْ أَبِي أَيُّوب، عَنْ أَبِي بَصِير، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(عليه السلام)«أَنَّ إِبْرَاهِيمَ(عليه السلام) نَظَرَ إِلَى جِيفَة عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ تَأْكُلُهَا سِبَاعُ الْبَرِّ وَ سِبَاعُ الْبَحْرِ ثُمَّ يَثِبُ السِّبَاعُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْض فَيَأْكُلُ بَعْضُهَا بَعْضاً، فَتَعَجَّبَ إِبْرَاهِيمُ فَقَالَ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى ؟ فَقَالَ اللَّهُ لَهُ: أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ ؟ قالَ: بَلى، وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي، قالَ: فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ، فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ، ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَل مِنْهُنَّ جُزْءاً، ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً، وَاعْلَمْ، أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ، فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ الطَّاوُسَ وَ الدِيكَ وَ الْحَمَامَ وَ الْغُرَابَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: (فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ)أَيْ قَطِّعْهُنَّ، ثُمَّ اخْلِطْ لَحْمَاتِهِنَّ وَفَرِّقْهَا عَلَى كُلِّ عَشَرَةِ جِبَال، ثُمَّ خُذْ مَنَاقِيرَهُنَّ، وَ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً، فَفَعَلَ إِبْرَاهِيمُ ذَلِكَ، وَ فَرَّقَهُنَّ عَلَى عَشَرَةِ جِبَال، ثُمَّ دَعَاهُنَّ، فَقَالَ: أَجِيبِينِي بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى، فَكَانَتْ يَجْتَمِعُ وَ يَتَأَلَّفُ لَحْمُ كُلِّ وَاحِد وَ عَظْمُهُ إِلَى رَأْسِهِ وَ طَارَتْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: «إنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ».
14. عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ أَنَّهُ قَالَ الزِّنْدِيقُ لِلصَّادِقِ(عليه السلام): أَنَّى لِلرُّوحِ بِالْبَعْثِ وَ الْبَدَنُ قَدْ بُلِيَ، وَ الاَْعْضَاءُ قَدْ تَفَرَّقَتْ، فَعُضْوٌ فِي بَلْدَة تَأْكُلُهَا سِبَاعُهَا، وَ عُضْوٌ بِأُخْرَى تَمْزِقُهُ هَوَامُّهَا، وَ عُضْوٌ قَدْ صَارَ تُرَاباً بُنِيَ بِهِ مَعَ الطِّينِ حَائِطٌ، قَالَ: «إِنَّ الَّذِي أَنْشَأَهُ مِنْ غَيْرِ شَيْء، وَ صَوَّرَهُ عَلَى غَيْرِ مِثَال كَانَ سَبَقَ إِلَيْهِ، قَادِرٌ أَنْ يُعِيدَهُ كَمَا بَدَأَهُ». قَالَ: أَوْضِحْ لِي ذَلِكَ، قَالَ: «إِنَّ الرُّوحَ مُقِيمَةٌ فِي مَكَانِهَا، رُوحُ الْمُحْسِنِينَ فِي ضِيَاء وَ فُسْحَة، وَ رُوحُ الْمُسِيءِ فِي ضِيق وَ ظُلْمَة، وَ الْبَدَنُ يَصِيرُ تُرَاباً مِنْهُ خُلِقَ، وَ مَا تَقْذِفُ بِهِ السِّبَاعُ وَالْهَوَامُّ مِنْ أَجْوَافِهَا، فَمَا أَكَلَتْهُ وَ مَزَّقَتْهُ كُلُّ ذَلِكَ فِي التُّرَابِ مَحْفُوظٌ عِنْدَ مَنْ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّة فِي ظُلُمَاتِ الاَْرْضِ، وَ يَعْلَمُ عَدَدَ الاَْشْيَاءِ وَ وَزْنَهَا، وَ أَنَّ تُرَابَ الرُّوحَانِيِّينَ بِمَنْزِلَةِ الذَّهَبِ فِي التُّرَابِ، فَإِذَا كَانَ حِينُ الْبَعْثِ مَطَرَتِ الاَْرْضُ، فَتَرْبُو الاَْرْضُ ثُمَّ تَمْخَضُ مَخْضَ السِّقَاءِ، فَيَصِيرُ تُرَابُ الْبَشَرِ كَمَصِيرِ الذَّهَبِ مِنَ التُّرَابِ إِذَا غُسِلَ بِالْمَاءِ، وَ الزُّبَدِ مِنَ اللَّبَنِ إِذَا مُخِضَ، فَيَجْتَمِعُ تُرَابُ كُلِّ قَالَب فَيُنْقَلُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى إِلَى حَيْثُ الرُّوحُ، فَتَعُودُ الصُّوَرُ بِإِذْنِ الْمُصَوِّرِ كَهَيْئَتِهَا، وَ تَلِجُ الرُّوحُ فِيهَا، فَإِذَا قَدِ اسْتَوَى لاَ يُنْكِرُ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً» .
15. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الرَّضِيّ فِي نَهْجِ الْبَلاَغَةِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(عليه السلام): قَالَ(عليه السلام): «بِالْمَوْتِ تُخْتَمُ الدُّنْيَا، وَ بِالدُّنْيَا تُحْرَزُ الاْخِرَةُ، وَ بِالْقِيَامَةِ تُزْلَفُ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ، وَ تُبَرَّزُ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ، وَ إِنَّ الْخَلْقَ لاَ مَقْصَرَ لَهُمْ عَنِ الْقِيَامَةِ، مُرْقِلِينَ فِي مِضْمَارِهَا إِلَى الْغَايَةِ الْقُصْوَى إِلَى قَوْلِهِ قَدْ شَخَصُوا مِنْ مُسْتَقَرِّ الاَْجْدَاثِ، وَ صَارُوا إِلَى مَصَائِرِ الْغَايَاتِ، لِكُلِّ دَار أَهْلُهَا لاَ يَسْتَبْدِلُونَ بِهَا، وَ لاَ يَنْقُلُونَ عَنْهَا» .
16. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الرَّضِيّ ـ أيْضَاً ـ فِي نَهْجِ الْبَلاَغَةِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(عليه السلام): «وَ ذَلِكَ يَوْمٌ يَجْمَعُ اللَّهُ فِيهِ الاَْوَّلِينَ وَ الاْخِرِينَ لِنِقَاشِ الْحِسَابِ وَجَزَاءِ الاَْعْمَالِ خُضُوعاً قِيَاماً قَدْ أَلْجَمَهُمُ الْعَرَقُ، وَ رَجَفَتْ بِهِمُ الاَْرْضُ، فَأَحْسَنُهُمْ حَالاً مَنْ وَجَدَ لِقَدَمَيْهِ مَوْضِعاً، وَ لِنَفْسِهِ مُتَّسَعاً» .
17. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الرَّضِيّ ـ أيْضَاً ـ فِي نَهْجِ الْبَلاَغَةِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(عليه السلام): «حَتَّى إِذَا بَلَغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ، وَ الاَْمْرُ مَقَادِيرَهُ، وَ أُلْحِقَ آخِرُ الْخَلْقِ بِأَوَّلِهِ، وَ جَاءَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا يُرِيدُهُ مِنْ تَجْدِيدِ خَلْقِهِ أَمَادَ السَّمَاءَ وَ فَطَرَهَا، وَ أَرَجَّ الاَْرْضَ وَأَرْجَفَهَا، وَ قَلَعَ جِبَالَهَا وَ نَسَفَهَا، وَ دَكَّ بَعْضُهَا بَعْضاً مِنْ هَيْبَةِ جَلاَلَتِهِ، وَ مَخُوفِ سَطْوَتِهِ، وَ أَخْرَجَ مَنْ فِيهَا فَجَدَّدَهُمْ بَعْدَ إِخْلاَقِهِمْ، وَ جَمَعَهُمْ بَعْدَ تَفْرِيقِهِمْ، ثُمَّ مَيَّزَهُمْ لِمَا يُرِيدُ مِنْ مُسَاءَلَتِهِمْ عَنْ خَفَايَا الاَْعْمَالِ، وَ خَبَايَا الاَْفْعَالِ، وَ جَعَلَهُمْ فَرِيقَيْنِ أَنْعَمَ عَلَى هَؤُلاَءِ وَ انْتَقَمَ مِنْ هَؤُلاَءِ، فَأَمَّا أَهْلُ الطَّاعَةِ، فَأَثَابَهُمْ بِجِوَارِهِ، وَ خَلَّدَهُمْ فِي دَارِهِ حَيْثُ لاَ يَظْعَنُ النُّزَّالُ، وَ لاَ تَتَغَيَّرُ بِهِمُ الْحَالُ، وَ لاَ تَنُوبُهُمُ الاَْفْزَاعُ، وَ لاَ تَنَالُهُمُ الاَْسْقَامُ، وَ لاَ تَعْرِضُ لَهُمُ الاَْخْطَارُ، وَ لاَ تُشْخِصُهُمُ الاَْسْفَارُ، وَ أَمَّا أَهْلُ الْمَعْصِيَةِ، فَأَنْزَلَهُمْ شَرَّ دَار، وَغَلَّ الاَْيْدِيَ إِلَى الاَْعْنَاقِ، وَ قَرَنَ النَّوَاصِيَ بِالاَْقْدَامِ، وَ أَلْبَسَهُمْ سَرَابِيلَ الْقَطِرَانِ، وَمُقَطَّعَاتِ النِّيرَانِ فِي عَذَاب قَدِ اشْتَدَّ حَرُّهُ، وَ بَاب قَدْ أُطْبِقَ عَلَى أَهْلِهِ فِي نَار لَهَا كَلَبٌ وَ جَلَبٌ وَ لَهَبٌ سَاطِعٌ، وَ قَصِيفٌ هَائِلٌ لاَ يَظْعَنُ مُقِيمُهَا، وَ لاَ يُفَادَى أَسِيرُهَا، وَ لاَ تُفْصَمُ كُبُولُهَا، لاَ مُدَّةَ لِلدَّارِ فَتَفْنَى، وَ لاَ أَجَلَ لِلْقَوْمِ فَيُقْضَى» .
18. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الرَّضِيّ ـ أيْضَاً ـ فِي نَهْجِ الْبَلاَغَةِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(عليه السلام): «عِبَادَ اللَّهِ، اللَّهَ اللَّهَ فِي أَعَزِّ الاَْنْفُسِ عَلَيْكُمْ، وَ أَحَبِّهَا إِلَيْكُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَفْصَحَ سَبِيلَ الْحَقِّ، وَ أَنَارَ طُرُقَهُ بِشَقْوَة لاَزِمَة، أَوْ سَعَادَة دَائِمَة، فَتَزَوَّدُوا فِي أَيَّامِ الْفَنَاءِ لاَِيَّامِ الْبَقَاءِ، فَقَدْ دُلِلْتُمْ عَلَى الزَّادِ، وَ أُمِرْتُمْ بِالظَّعْنِ، وَ حُثِثْتُمْ عَلَى السَّيْرِ، فَإِنَّمَا أَنْتُمْ كَرَكْب وُقُوف لاَ يَدْرُونَ مَتَى يُؤْمَرُونَ بِالْمَسِيرِ، أَلاَ فَمَا يَصْنَعُ بِالدُّنْيَا مَنْ خُلِقَ لِلاْخِرَةِ، وَ مَا يَصْنَعُ بِالْمَالِ مَنْ عَمَّا قَلِيل يُسْلَبُهُ، وَ يَبْقَى عَلَيْهِ تَبِعَتُهُ وَ حِسَابُهُ، عِبَادَ اللَّهِ، إِنَّهُ لَيْسَ لِمَا وَعَدَ اللَّهُ مِنَ الْخَيْرِ مَتْرَكٌ، وَ لاَ فِيمَا نَهَى عَنْهُ مِنَ الشَّرِّ مَرْغَبٌ، عِبَادَ اللَّهِ، احْذَرُوا يَوْماً تُفْحَصُ فِيهِ الاَْعْمَالُ، وَ يَكْثُرُ فِيهِ الزِّلْزَالُ، وَ تَشِيبُ فِيهِ الاَْطْفَالُ، اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ، إِنَّ عَلَيْكُمْ رَصَداً مِنْ أَنْفُسِكُمْ وَ عُيُوناً مِنْ جَوَارِحِكُمْ، وَ حُفَّاظَ صِدْق يَحْفَظُونَ أَعْمَالَكُمْ، وَ عَدَدَ أَنْفَاسِكُمْ، لاَ تَسْتُرُكُمْ مِنْهُ ظُلْمَةُ لَيْل دَاج، وَ لاَ يُكِنُّكُمْ مِنْهُ بَابٌ ذُو رِتَاج، وَ أَنَّ غَداً مِنَ الْيَوْمِ قَرِيبٌ يَذْهَبُ الْيَوْمُ بِمَا فِيهِ، وَ يَجِيءُ الْغَدُ بِمَا لاَ خَفَاءَ بِهِ، فَكَأَنَّ كُلَّ امْرِئ مِنْكُمْ قَدْ بَلَغَ مِنَ الاَْرْضِ مَنْزِلَ وَحْدَتِهِ، وَ مَحَطَّ حُفْرَتِهِ، فَيَا لَهُ مِنْ بَيْتِ وَحْدَة، وَ مَنْزِلِ وَحْشَة، وَ مُفْرَدِ غُرْبَة، وَ كَأَنَّ الصَّيْحَةَ قَدْ أَتَتْكُمْ، وَ السَّاعَةَ قَدْ غَشِيَتْكُمْ، وَ بَرَزْتُمْ لِفَصْلِ الْقَضَاءِ، قَدْ زَاحَتْ عَنْكُمُ الاَْبَاطِيلُ، وَ اضْمَحَلَّتْ عَنْكُمُ الْعِلَلُ، وَاسْتَحَقَّتْ بِكُمُ الْحَقَائِقُ، وَ صَدَرَتْكُمُ الاُْمُورُ مَصَادِرَهَا، فَاتَّعِظُوا بِالْغِيَرِ، وَ اعْتَبِرُوا بِالْعِبَرِ، وَ انْتَفِعُوا بِالنُّذُر» .
19. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الرَّضِيّ ـأيْضَاًـ فِي نَهْجِ الْبَلاَغَةِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(عليه السلام)أَنَّهُ قَالَ «طُوبَى لِمَنْ ذَكَرَ الْمَعَادَ، وَ عَمِلَ لِلْحِسَابِ، وَ قَنِعَ بِالْكَفَافِ، وَرَضِيَ عَنِ اللَّهِ سُبْحَانَه» .
20. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الرَّضِيّ ـأيْضَاًـ فِي نَهْجِ الْبَلاَغَةِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(عليه السلام): «حَتَّى إِذَا تَصَرَّمَتِ الاُْمُورُ، وَ تَقَضَّتِ الدُّهُورُ، وَ أَزِفَ النُّشُورُ، أَخْرَجَهُمْ مِنْ ضَرَائِحِ الْقُبُورِ، وَ أَوْكَارِ الطُّيُورِ، وَ أَوْجِرَةِ السِّبَاعِ، وَ مَطَارِحِ الْمَهَالِكِ سِرَاعاً إِلَى أَمْرِهِ، مُهْطِعِينَ إِلَى مَعَادِهِ، رَعِيلاً صُمُوتاً قِيَاماً صُفُوفاً يَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ، وَ يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي عَلَيْهِمْ، لَبُوسُ الاِسْتِكَانَةِ، وَ ضَرَعُ الاِسْتِسْلاَمِ وَ الذِّلَّةِ، قَدْ ضَلَّتِ الْحِيَلُ، وَ انْقَطَعَ الاَْمَلُ، وَ هَوَتِ الاَْفْئِدَةُ كَاظِمَةً، وَ خَشَعَتِ الاَْصْوَاتُ مُهَيْمِنَةً، وَ أَلْجَمَ الْعَرَقُ، وَ عَظُمَ الشَّفَقُ، وَأُرْعِدَتِ الاَْسْمَاعُ لِزَبْرَةِ الدَّاعِي إِلَى فَصْلِ الْخِطَابِ، وَ مُقَايَضَةِ الْجَزَاءِ، وَ نَكَالِ الْعِقَابِ وَ نَوَالِ الثَّوَابِ» .
21. رَوَى الشيخُ الصَدوقُ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(عليه السلام)، قَالَ: «فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ جِهَةَ مَا خَلَقَكُمْ لَهُ، وَ احْذَرُوا مِنْهُ كُنْهَ مَا حَذَّرَكُمْ مِنْ نَفْسِهِ، وَ اسْتَحِقُّوا مِنْهُ مَا أَعَدَّ لَكُمْ بِالتَّنَجُّزِ; لِصِدْقِ مِيعَادِهِ، وَ الْحَذَرِ مِنْ هَوْلِ مَعَادِهِ» .
22. وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(صلى الله عليه وآله): «يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ، ارْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ فَقَدْ وَضَحَ لَكُمُ الطَّرِيقُ، تُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّاراً إِلاَّ مَنْ صَدَقَ حَدِيثُهُ» .
23. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الرَّضِيّ فِي نَهْجِ الْبَلاَغَةِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(عليه السلام)قَالَ: «بِالْمَوْتِ تُخْتَمُ الدُّنْيَا، وَبِالدُّنْيَا تُحْرَزُ الاْخِرَةُ، وَ بِالْقِيَامَةِ تُزْلَفُ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ، وَ تُبَرَّزُ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ، وَ أَنَّ الْخَلْقَ لاَ مَقْصَرَ لَهُمْ عَنِ الْقِيَامَةِ، مُرْقِلِينَ فِي مِضْمَارِهَا إِلَى الْغَايَةِ الْقُصْوَى ـ إِلَى قَوْلِهِ ـ قَدْ شَخَصُوا مِنْ مُسْتَقَرِّ الاَْجْدَاثِ، وَ صَارُوا إِلَى مَصَائِرِ الْغَايَاتِ، لِكُلِّ دَار أَهْلُهَا لاَ يَسْتَبْدِلُونَ بِهَا، وَ لاَ يَنْقُلُونَ عَنْهَا» .
24. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الرَّضِيّ فِي نَهْجِ الْبَلاَغَةِـ أيْضَاً ـ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(عليه السلام)في وَصِيّتهِ لِوَلَدِهِ الحَسَنِ(عليه السلام): وَ اعْلَمْ، أَنَّ مَالِكَ الْمَوْتِ هُوَ مَالِكُ الْحَيَاةِ، وَأَنَّ الْخَالِقَ هُوَ الْمُمِيتُ، وَ أَنَّ الْمُفْنِيَ هُوَ الْمُعِيدُ، وَ أَنَّ الْمُبْتَلِيَ هُوَ الْمُعَافِي، وَ أَنَّ الدُّنْيَا لَمْ تَكُنْ لِتَسْتَقِرَّ إِلاَّ عَلَى مَا جَعَلَهَا اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ النَّعْمَاءِ وَ الاِبْتِلاَءِ وَالْجَزَاءِ فِي الْمَعَاد» .
أسماءُ المعادِ في القرآنِ
ممّا يؤكّد اهتمامَ البارئ تعالى بأمرِ المعاد طرحُ القرآن الكريم للمعاد تحت عناوين وأسماء متنوّعة تناهز سبعين اسماً بحيث يتناول كلّ اسم بُعداً من أبعاد المعاد، وأهمّ هذه الأسماء:
1. الْقَارِعَةُ. قال تعالى: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالقارِعَةِ). الحاقة، الآية4.
2. السَّاعَة. قال تعالى: (إِنَّ السَّاعَةَ آتِـيَةٌ أَكادُ أُخْفِـيها). طه، الآية15.
3. الآخِرَةُ. قال تعالى: (وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِى الدُّنْيا وَ إِنَّهُ فِى الآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِـينَ). العنكبوت، الآية27.
4. الدَّارُ الاْخِرَةُ قال تعالى: (تِلْكَ الدّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِى الأَرْضِ وَلافَساداً وَالعاقِـبَةُ لِلْمُـتَّقِـينَ).القصص، الآية83.
5. وَالْيَوْمُ الآخِرُ. قال تعالى: (تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ ذ لِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً). النساء، الآية59.
6. يَوْمُ الْبَعْثِ. قال تعالى: (وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ وَالإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِى كِتابِ اللّهِ إِلى يَوْمِ البَعْثِ). الروم، الآية56.
7. يَوْمُ الْخُرُوجِ. قال تعالى: (يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالحَقِّ ذ لِكَ يَوْمُ الخُرُوجِ). ق، الآية42.
8. يَوْمُ الْقِيَامَةِ. قال تعالى: (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ القِـيامَةِ). القيامة، الآية1.
9. يَوْمُ الْفَصْلِ. قال تعالى: (هـذا يَوْمُ الفَصْلِ الَّذِى كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ). الصافّات،، الآية21.
10. يَوْمُ الدِّينِ قال تعالى: (مالِكِ يَومِ الدِّينِ). الفاتحة، الآية4.
11. الصَّاخَّةُ. قال تعالى: (فَإِذا جاءَتِ الصّاخَّـةُّ). عبس، الآية33.
12. الطَّامَّةُ الْكُبْرَى. قال تعالى: (جاءَتِ الطّامَّةُ الكُبْرى) النازعات، الآية 34.
13. يَوْمُ الْحَسْرَةِ. قال تعالى: (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الحَسْرَةِ) مريم، الآية39.
14. الْغَاشِيَةُ. قال تعالى: (هَلْ أَتاك َحَدِيثُ الغاشِيَةِ) الغاشية، الآية 1.
15. يَوْمُ الْخُلُودِ. قال تعالى : (اُدْخُلُوها بِسَلام ذ لِـكَ يَـوْمُ الخُـلُودِ) ق، الآية 34.
16. الْوَاقِعَةُ. قال تعالى: (إِذا وَقَـعَتِ الْواقِعَـةُ) الواقعة، الآية 1.
17. يَوْمُ الْحِسَابِ. قال تعالى: (وَقالَ مُوسى إِنِّى عُذتُ بِرَبِّى وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّر لا يُـؤْمِنُ بِيَوْمِ الحِسابِ) غافر، الآية 27.
18. يَوْمُ الْوَعِيدِ. قال تعالى: (وَنُفِـخَ فِى الصُّورِ ذ لِكَ يَوْمُ الوَعِـيدِ) سورة ق، الآية 20.
19. يَوْمُ الاْزِفَةِ. قال تعالى: (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ إِذِ القُلُوبُ لَدَى الحَناجِرِ كاظِمِـينَ ما لِلظّالِمِينَ مِنْ حَمِـيم وَلا شَفِـيع يُطاعُ) غافر، الآية 18.
20. يَوْمُ الْجَمْعِ. قال تعالى: (وَتُنْذِرَ يَوْمَ الجَمْعِ لا رَيْبَ فِـيهِ فَرِيقٌ فِى الجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِى السَّعِـيرِ) الشورى، الآية 7.
21. الْحَاقَّةُ. قال تعالى: (الحاقَّـةُ * ما الحاقَّـةُ) الحاقة، الآية 3.
22. يَوْمُ التَّنَادِ. قال تعالى: (وَيا قَوْمِ إِنِّى أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ) غافر، الآية 32.
23. يَوْمُ التَّلاَقِ. قال تعالى: (لِـيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ) غافر، الآية 15.
24. يَوْمُ التَّغَابُنِ. قال تعالى: (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِـيَوْمِ الجَـمْعِ ذ لِك َ يَوْمُ التَّغابُنِ)التغابن، الآية 9.
25. يَوْمٌ مَّشْهُودٌ. قال تعالى: (وَذ لِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ) هود، الآية 103.
26. يَوْمٌ عَظِيمٌ. قال تعالى: (إِنِّى أَخافُ عَـلَيْكُمْ عَذابَ يَـوْم عَظِـيم) الشعراء، الآية 135.
27. يَوْمُ الْفَتْحِ. قال تعالى: (قُلْ يَوْمَ الفَتْحِ لا يَـنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ)السجدة:، الآية 29.
نماذجُ قرآنيّة من المعادِ بعد الموتِ
ذكرَ القرآنُ الكريم قصصاً تاريخيّة حصلت في الامم السابقة، أعادَ اللّهُ تعالى فيها الأموات إلى الحياة مرّة أخرى، وذلك في آيات متعدّدة: منها:
1. قصّة أصحاب الكهف، يقول تعالى: (وَكَذ لِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ لِـيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللّهِ حَـقٌّ وَأَنَّ السّاعَةَ لا رَيْبَ فِـيها إِذْ يَـتَنازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْياناً رَبُّـهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ لَنَـتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً) الكهف، الآية 21.
2. قصّة النبىّ عزير(عليه السلام)، يقول تعالى: (أَوْ كَالَّذِى مَرَّ عَلى قَرْيَة وَهِىَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنّى يُحْيِى هـذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللّهُ مِئَةَ عام ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْم قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عام فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلى حِمارِك َ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ وَانْظُرْ إِلى العِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَـكْسُوها لَحْماً فَلَمّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَىء قَدِيرٌ) البقرة، الآية 259.
3. قصّة النبىّ إبراهيم(عليه السلام)، قال تعالى: (وَ إِذ قالَ إِبْراهيمُ رَبِّ أَرِنِى كَيْفَ تُحْىِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلـكِنْ لِـيَطْمَئِنَّ قَلْبِى قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَل مِنْهُنَّ جُزْءَاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِـينَكَ سَعْيَاً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَـكِـيمٌ)البقرة، الآية 260.
4. قصّة إحياء اللّه تعالى قتيل بني اسرائيل، (وَ إِذ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادّارَأْتُمْ فِـيها وَاللّهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَـكْتُمُونَ * فَقُلنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِك َ يُحْىِ اللّهُ المَوْتى وَيُرِيكُمْ آياتِهِ لَعَلَّـكُمْ تَعْقِلُونَ) البقرة، الآية 73.
5. قصّة إحياء النبىّ عيسى(عليه السلام) للموتى، (أَنّى قَدْ جِئْتُـكُمْ بِآيَة مِنْ رَبِّـكُمْ أَنـّى أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِـيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الاَْكْمَهَ وَالاَْبْرَصَ وَأُحْيِى المَوْتى بِإِذْنِ اللّهِ) آل عمران، الآية 49.
المصدر: مصباح الهدی في أصول دین المصطفی تأليف آیة الله السیّد محسن الحسیني الجلالي، ترجمة سماحة العلّامة السیّد قاسم الحسیني الجلالي.